هناك شخصيات على مر العصور لم تأخذ حقها في التاريخ رغم عظمتها ودورها البارز ، فالتاريخ كما نعلم ليس منصفاً في معظم جوانبه وتغيب عنه حقائق عديدة ، وأنا اليوم أود أن أتكلم عن شخصية من تلك الشخصيات المظلومة تاريخياً ونادراً ما نتذكرها مع إنك لو قرأت قصة حياته وسيرته كاملة ستعلم كيف أن هذا الشخص مهضوم حقه بينناوماذا تفعل عندما تعرف أنه صحابي جليل من صحابة الرسول (عليه الصلاة والسلام)؟؟
إسمحلي أن أطرح عليك سؤالاً "من هو أكثر صحابي تحبه وتقدره من صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام؟؟
أسمع واحداً يقول:سيدنا أبو بكر الصديق...فهو أول من أسلم من الرجال وخليفة رسول الله(ماتصلي على النبي)ومن العشرة المبشرون بالجنة..إلخ
وآخر يقول:أكيد سيدنا"عمر بن الخطاب"!!هى دي محتاجة كلام...إنه "الفاروق"وقال عنه الرسول"لو كان رسولاً من بعدي لكان عمر"،وأيضاً من العشرة المبشرون بالجنة.
أنا سامع واحدة بتقولي:السيدة عائشة رضى الله عنها...فهى من أمهات المؤمنين،وأكثر زوجات النبي قرباً له،وروت عنه الأحاديث الكثيرة.
كل هذه الإجابات منطقية وصحيحة ولا أستطيع أن أختلف معك في عظمة هذه الشخصيات المذكورة ومبرراتكم لذلك قوية وسليمة، ولكن أنا لي رأي آخر في هذا الموضوع
فأنا عندما طُرح على هذا السؤال من قبل أجبت بسرعة وبدون أي تفكير "سيدنا عمر بن الخطاب"رضى الله عنه...وأعتقد أن هذه إجابة معظم شباب جيلي،الذين يرون في سيدنا"عمر"مثالاً وقدوة للعزة والكرامة وحرصه على هيبة الإسلام والدفاع عنه ولنا في سيرته الكثير من المواقف التي لامجال لذكرها الآن ،وهذه الصفات السابقة في سيدنا عمر نفتقدها الآن هى ما تجعل من سيدنا عمر "نجم الجيل" الحقيقي لنا.
ولكن بعدما أجبت على هذا السؤال بهذه الإجابة التقليدية خطرت ببالي فكرة غريبة ولكنها منطقية في نفس الوقت ، فأنا(وأعوذ بالله من كلمة أنا) في العادة لاأحب الإجابات المنطقية (الروتينية) فأناأحب التميز والإختلاف وتشغيل الدماغ والسؤال في كل شئ(فالإسلام يأمرنا بالتفكير لا إلى الإيمان بالمسلمات)، هذه الفكرة هي لماذا لانفكر في صحابي آخر من صحاية الرسول المغمورين بيننا ويقتسم مع سيدنا أبوبكر وسيدنا عمر هذا الحب والشعبية الجارفة وتكون في سيرته شيئاً مختلفاً يستحق الثناء عليه، فليس معقولاً أن صحابة الرسول الكثيرين جداً ليس بينهم سوى اثنين أو ثلاثة أو حتى عشرة هم البارزين والمحبوبيين كثيرًا بيننا!!
سبحان الله وبينما أُفكر في هذا الصحابي صعب المنال من حيث هذه المواصفات الصعبة جاء بذهني فوراً هذا الصحابي بطل موضوعنا اليوم وصاحب المقدمة بالأعلى وأرجو أن تتفق معى في هذا الإختيار ألا وهو "سيدنا عكرمة بن أبي جهل"، ما رأيك الآن؟؟
في ناس سريعي البديهة وهتفهم علطول السبب وراء إختياري ل"سيدنا عكرمة بن أبي جهل"رضي الله عنه وهذا خير، ولمن لم يعرف أيضاً فهو خير برده، وإليك عزيزي القارئ السبب الرئيسي وأرجو منك أن تضع نفسك مكان سيدنا"عكرمة بن أبي جهل"قبل الحكم على أي شئ!!؟
السبب الرئيسي هو: أنه إبن أبو جهل،ولك أن تتخيل أن إبن أبوجهل(أشهر أعداء الإسلام والنبي)يدخل إبنه في الإسلام وهذاالسبب كافي (إذا كنت تحب وتحترم سيدنا عكرمة قيراط أن تحبه وتحترمه أربعة وعشرين قيراط)،أرجوك ضع نفسك مكانه وقل لي ماذا كنت ستفعل عندما يكون أبوك ليس بكافر فقد ولكنه زعيم قومه في الكفر وأشد أعداء الله إيذاءاً للنبي ، ويصبح إبنه صحابي من صحابة الرسول صدق الله العظيم عندما قال"إنه لاييأس من رحمة الله إلا القوم الكافرون".
وأنا هأضرب لك مثل ضغير يوضح لك عظمة سيدنا"عكرمة بن أبي جهل"وصعوبة ما فعله:
هذا المثل سوف يصعب عليك إستيعابه ولكن حاول بقدر الإمكان وخدني على قد عقلي!!
هل يمكن ل"جمال مبارك" وأبوه هو زعيم "ورئيس الحزب الوطني الديمقراطي" أن ننام ونصحى ما بين ليلة وضحاها فنجده قد إنضم مثلاً إلى"جماعة الإخوان المسلمين" أو "حزب التجمع"أو حركة كفاية أو حتى أنشأ حزب معارض جديد؟؟
في واحد بيقول :ده أنا أصدق إن أبوجهل يدخل في الإسلام ولا إن جمال مبارك يدخل جماعة الإخوان المسلمين...إنت عبيط يابني ولا إيه!!؟
سامع واحد بيقولي:إنت يا مجنون يا إما بتستهبل؟؟
أرجوك إحترم نفسك وما تغلطش فيا عشان أنا مغلطش فيك، وعاوزك تكمل معايا لحد الآخر وبعدين إبقى إتكلم وإشتم براحتك.
أنا عارف اللي أنا بقوله ده صعب إنه يدخل دماغك وأنا معاك ،فلا يوجد وجه مقارنة بين (سيدنا عكرمة والسيد جمال مبارك) ويوجد تشابه بين(أبوجهل وحسني مبارك)قصدي لايوجد تشابه عذراً دي (ذلة كيبورد)أنا آسف. ولكن لايوجد مستحيل في هذه الدنيا ، فالذي جعل بن أبي جهل يموت شهيداً قادر على جعل بن مبارك يموت رئيساً.
وأنا أُهدي قصة"عكرمة بن أبي جهل" إلى "جمال بن مبارك"لعلها تؤثر فيه ولو قليلاً
أظن بعد أن ضربت لك هذا المثال السابق إلى حد ما شعرت بمجهود وعظمة سيدنا"عكرمة بن أبي جهل"،وأنه أيضاً قد مات شهـــيداً في معركة اليرموك ألا يستحق "سيدنا عكرمة"مكانة في قلوبنا وإهتماماً بسيرته أكثر من ذلك؟؟أترك الإجابة لك ولكن حط في دماغك المثال اللي أنا ضربتهولك.
(تحية وتقدير مني لأبوجهل)، برده بتشتم يا عم إسمعني لحد الآخر وبعدين إتكلم
فلقد إستطاع أبوجهل أن يربي إبنه"سيدنا عكرمة" على قدرته على الإختيار وليس مثل باقي الآباء الذين يربون أولادهم ليكونوا مسخاً لهم وأنا أدعو كل الآباء والأمهات أن يكونوا مثل أبوجهل في تربية أبنائهم ، وأنا أرى أن "أبوجهل"شخصية جديرة بالإحترام برغم كرهنا له ولكن هذا الكره أعمى أبصارنا عن شخصية "أبوجهل"الحقيقية.
فيكفي قول الرسول(صلى الله عليه وسلم)"اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام"أبوجهل")وهذه شهادة عظيمة له فلقد ساوى الرسول بينه وبين "عمر بن الخطاب" في المكانة لقد خسرنا عمر بن الخطاب آخر وأعتقد أنه لو كان أسلم أبو جهل لكان له شأن عظيم في الإسلام ، ويبقى سؤال أخير لماذا لم يقل الرسول "اللهم أعز الإسلام بالعمرين"؟؟
إنها حكمة لايعلمها إلا الله ورسوله.
ملحوظة هامة:كان بإمكاني أن أكتب لك سيرة سيدنا عكرمة كلها في هذا المقال،ولكني فضلت أن أعطيك نبذة مختصرة جداً عنه وأترك لك البحث عنه وقراءة سيرته كاملة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق