لا يمر أسبوع أو أسبوعين الآن إلا ونقرأ عن فضائح جنسية في الكنائس وخاصة الأوروبية التي تدور معظمها حول تحرش الأساقفة بأطفال الكنيسة في دول مختلفة فتارة في ألمانيا وتارة في بلجيكا وأخرى في أيرلندا وبولندا وغيرهم من الدول الكثيرة،وأخبار عن عزل هؤلاء الأساقفة من الكنيسة.
ولم تصل الأمور إلى هذا الحد فقط بل زاد الطين بلة بتوريط (البابا بينديكت السادس عشر) في هذه الإتهامات،حيث رفع أحد ضحايا الاعتداءات الجنسية على الأطفال دعوى قضائية ضد البابا يتهمه فيها بالتغطية على الإعتداءات الجنسية التي كان يقوم الأساقفة على حوالي 200 طفل وذلك بين العامين 1950 إلى 1974 أيام كان البابا الحالي رئيساً لمجمع عقيدة الإيمان،والمدهش في الأمر أن هذه الفضائح ليست بالجديدة ولكن كما رأيتم إنها من قديم الأذل،وأؤكد لكم أنها سوف تستمر هذه الأفعال لأعوام مديدة.
ما استوقفني في هذا الموضوع ليس فظاعة هذه الجرائم ولا أن هذه الجرائم جاءت من أساقفة ورهبان(رجال دين مسيحي) ولا العدد الرهيب للأطفال المعتدى عليهم،ولا أن هؤلاء الأطفال معظمهم من الصم الذين لايستطيعون الكلام،ولا تأثير هذه الأفعال على نفسية الأطفال ولا تورط البابا نفسه في هذه الفضيحة التي من شأنها عزل هذا البابا وبالتالي زعزعة هيبة الكنيسة كلها.
في حقيقة الأمر ما استوقفني هو لماذا يقوم أساقفة ورهبان المفترض أنهم رجال دين بهذه الأفعال المقززة وبداخل الكنيسة ذاتها؟؟؟
والإجابة المنطقية هى أنه عندما تتغلب شهوة المرء عليه وتتحكم فيه بدرجة عالية يصبح من الصعب عليه التحكم في نفسه ولك أن تتوقع منه فعل أي شئ حتى ولو كان من المفروض أنه رجل دين.
وهنا يجب أن نعرف عظمة وشموخ الإسلام الذي يثبت كل يوم للبشرية أنه الدين الحق والواجب إتباعه،فمن الطبيعي زيادة أتباعه كل يوم وخاصة بأوروبا وانتظروا أيها المسلمون أناس تدخل "في دين الله أفواجاً" فهو دين الفطرة الصحيحة.
فبعد هذه الأحداث والفضائح فهمت حقاً حكمة الله في قوله تعالى:
(ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقون)
ورهبانية إبتدعوها) ففي سياق الآية يظهر جلياً رفض الله عزوجل لمفهوم هذه الرهبنة فهذه ليست الرهبنة التي يريدها الله عزوجل بل الله يريد رهبنة( سيدنا محمد) وتعبده في غار حراء.....ما تصلي ع النبي!!
وأنتم تعلمون قصة الثلاثة الذين جاءوا إلى الرسول(ص)
فقال أحدهم للرسول:أما أنا فأصلي ولا أرقد أبداً
وقال الثاني: أما أنا فأصوم ولا أفطر أبداً
وقال الثالث: أما أنا فأعتزل النساء ولا أتزوج أبداً
فقال لهم الرسول(ص): أما أنا فأصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد ، وأتزوج النساء...فمن رغب عن سنتي فليس مني
وتشديد الرسول(ص)على هذه الأمور الثلاثة وتوضيحها للمسلمين لما لها من أهمية بالغة،ولكي لا يقع المسلمون في فضائح كهذه وخصوصا (رجال الدين) الذين هم واجهة الدين الإسلامي.
أخيراً....أود أن أقول "إن الدين عند الله الإسلام"
وحقــــــاً الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق