عندما يُجمع أكثر من 95% ممن يعرفونك على جملة واحدة لاتزيد حرف ولا تنقص حرف وكأنها آية من آيات القرآن الكريم يحفظونها عن ظهر قلب وال 5% الآخرين كانوا يلمحون بنفس المعنى فلا شك أن الأمر مش طبيعي وإن فيك حاجة غلط لازم تغيرها،وأنا تقريباً كنت شخص من هؤلاء الأشخاص الذين أجمع الناس حولهم على مقولة واحده
نبتدي منين الحكاية؟؟ نبتدي منين الحكاية؟؟
آه من أول ما كان عندي 5سنين،كنت طفلاً لحد ما طبيعي مثل بقية الأطفال اللي خلقها ربنا وكما تعرفون فأنا أكبر إخوتي ليس هذا فحسب بل أنا أكبر واحد في عيلة مامتي،طبعاً أكيد تخيلتم كم الهدايا واللعب والاكل والدلع اللي أنا إدلعته ولكن ده مش موضوعنا
المهم لما كان عندي خمس سنين بدأت تظهر بوادر المصيبة اللي ربنا إبتلاني بيها،كان أخويا اللي أصغر مني عنده سنتين وتم فطامه واعتماده على الأكل الطبيعي (والسيريلاك) مش عارف إنتم فاكرين (السيريلاك) ولا لا؟؟ ولكن كما ستعرفون بعد قليل كيف ان السيريلاك هذا غير مجرى حياتي
والعبد لله كان مدمن سيريلاك من وأنا عندي سنتين كنت بشم ريحته من على بُعد،أمي كانت بتعاني الأمرين لمنعى من أكل السيريلاك(ولكن لاحياة لمن تنادي)،وكانت إذا أرادت مكأفأتي كانت تقول لي: إسمع الكلام واقعد ساكت وأنا اجيبلك سيريلاك النهاردة،فانا دوناً عن أطفال العالم لم تكن تعجبني المصاصة ولم تكن تستهويني العصائر ولم أكن مقتنعاً بالكاراتيه بإعتباره أكل،الذي كان يشغل بالي دوماً هو السيريلاك
ولمن لايعرف أخي فهو البني آدم الوحيد الذي رأيته في حياتي اللي ممكن تشوف القفص الصدري بتاعه بوضوح وبدون عمل أي إشاعة له فهو يشبه لحد ما شخصية الكارتون في إعلان ال 7up يا لذيذ يا رايق
من الآخر يشبه إلى حد كبير (الضيف أحمد) بتاع ثلاثي أضواء المسرح.
وعلى طريقة محمود بكر...واحد يجي يسألني دلوقتي إيه علاقة السيريلاك بأخوك؟؟
هأقولك أنا إيه العلاقة أمي كانت تعمل لأخويا السيريلاك عشان يأكله وتسيبه وتخش المطبخ أروح أنا بمنتهى البراءة اللي ف الدنيا أخد طبق السيريلاك من أخويا وأكله ولا مين شاف ولا مين دري،وكان بيساعدني على إن أمي متعرفش إن أنا اللي بأكل السيريلاك إن أخويا مكنش بيحبه أصلاً فكنت ماشي بمبدأ(مصائب قوم عند قوم فوائد)،ولكن في بعض الأوقات كان ضميري بيعذبني الواد أخويا بقى هيكل عظمي وقرب يموت وأبويا وأمي مش فاهمين إيه اللي بيحصله وأنا أسمع أمي وهى بتقول لأبويا:غريبة مع إن الواد مبيبطلش أكل سيريلاك كل يوم بيخلص علبة....والعبد لله ضميره بينقح عليه وكل ما أجي أعترف أفتكر شكل طبق السيريلاك أسكت خالص،ومن هنا كانت بداية مصيبتي فأنا بدأت اتضخم اتضخم وكل شهرين أبويا يجيبلي لبس جديد عشان اللبس بيضيق عليا!! فتضطر أمي كعادة أي أم مصرية بعمل اللبس الضيق (خيشة للحمام والمطبخ) فأنا الطفل الوحيد اللي فضل يأكل سيريلاك لحد مابقيت في تانية إبتدائي،ولولا إن سعره غلي وبطلنا نجيبه في البيت يا عالم كان زماني بروح الكلية بالسيريلاك!!والمشكلة اللي كانت بيغيظ أبويا أوي إن اللبس اللي بيضيق عليا بيبقى واسع أوي على أخويا وكانت أمي تقوم بمواساة أبويا كل يوم
وتقول له: معلش إستحمل ده إختبار من عند ربنا عشان يختبر قوة إيمانك
فيرد عليها أبي قائلاً: ونعم بالله يا ستي بس هنفضل كده لحد إمتى؟؟
فترد أمي بعد فترة من التفكير قائلة: أهي هانت خلاص كلها ع الصيف الجاي ويبقى يلبس معاك
فيرد أبي مسروراً وكأن أمي جابت التايهة: تصدقى والله فكرة وأهو الواد العجل بن(....) يبقى يأكل براحته
ومن يوميها وانا حسيت إزاي إني مختلف عن بقية زملائي في الفصل وإصحابي اللي في الشارع،فكل الأطفال كانوا ينتظرون حصة الألعاب بفارغ الصبر كل أسبوع بل إن هناك أولاد كانوا لايأتون المدرسة إلا في يوم الألعاب،وأنا الوحيد اللي كنت بكره اليوم بتاع حصة الألعاب كنت بقعد في حوش المدرسة أتفرج ع العيال وظاهري فيه الفرحة وباطني من قبله العذاب،وكانت أصعب اللحظات مروراً على عندما يقول لي أحدهم ببلاهة: هو إنت ما بتلعبش معانا ليه؟؟ فكنت أنظر إليه ولسان حالي يقول(يعني هو إنت أعمى القلب والبصيرة)
وبالليل في الشارع عندما كنت أنزل لأصحابي بالقميص المقلم والبنطلون أبو كسرتين والحمالة بتاعة أبويا وكان لايراني أحد إلا وانفجر باكياً من الضحك وكنت انفجر باكياً من جوايا متظاهراً بالضحك أمامهم حتى أمي لما كانت بتلبسني اللبس بتاع أبويا كنت أرى في عينيها نظرات الضحك المكتومة على منظري حرصاً على مشاعري
كنت أجلس وحيداً في أوضتي بالليل وأخويا نائم بجواري على السرير فتنهمر الدموع مني وانظر إليه وأقول له إنت السبب في ده كله إلى أن يغلبني النعس فأنام واتمنى ألا أصحو لليوم التالي لكى لا أواجه نفس المصير الذي ألقاه كل يوم
إلى أن جاء اليوم الموعود والفارق في حياتي كلها والذي غير وجهة نظري للأبد في السمنة والبدانة ويا له من يوم، ولكن بقية الحكاية هأكملها لكم في يوم تاني عشان أنا كده طولت عليك ع الآخر
شوف أديني كنت هانسى أقولكم الجملة اللي أنا بدأت بيها ف الأول وكل الناس بتقولها لى إلى الآن ( إنت يا بني يجي منك بس لازم تخس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق