ولكنه ضحـــــــــــــــــــك كالبكــــــا
الثلاثاء، 15 يونيو 2010
بدلة الظابط
تم انتدابه للعمل في قسم شرطة تابع لمديرية امن الجيزة ، بعد تخرجه من كلية الشرطة ، ومنذ دخوله كلية الشرطة كان لايدور بذهنه ولا بباله إلا امر واحد وهو إصراره على تغيير صورة الظباط المشوهة بالنسبة للمجتمع المصري ، واصر انه لن يكون مثل بقية الظباط الفاسدين والمرتشيين والجائريين ، وفي أول يوم له للعمل في قسم الشرطة المنتدب اليه ، لبس بدلة الشرطة الصيفي ذات اللون الأبيض ، لمحته امه وهو لابس البدلة عند مرورها من امام اوضته ، قامت دخلت عليه وهى تقول " بسم الله ماشاء الله ربنا يحرصك يابني وانت شبه الملايكة وانت لابس البدلة البيضاء دي" وراحت حضناه بقوة وهو بدوره حضنها ورايح بايس ايديها
وقالها " مش عاوزة حاجة"
قالت له" عايزة سلامتك يابني" ، وراح فتح الباب ونزل
وهو ماشي في الشارع في طريقه إلى المواصلات شد انتباهه شئ غريب مش قادر يفهمه " هو ليه الناس اللي ماشية كلها في الشارع بتبصله جامد كده لدرجة البحلقة!!؟ ما أنا ياربي بامشي كل يوم في الشارع مفيش اي حد بيبصلي ولا حتى بيعبرني!!
وصل صلاح إلى الموقف وجاء ليركب الميكروباص فوجد أن في كرسي فاضي جنب السواق ، وعندما جاء ليركب بجوار السواق فتح الباب الأمامي ففوجئ بأن الشخص اللي كان راكب جنب السوق نزل من الميكروباص ورجع يركب وراء
اندهش صلاح من تصرف هذا الشخص ، ولكن زاد اندهاشه اكتر عندما جاء شخص اخر ليركب بالكرسي الأمامي الفاضي اللي جنب السواق بجوار صلاح
زعق السواق قائلا: خالص يا عمنا الكرسي ده انت اعمى ولا ايه ؟؟
توقع صلاح ان تقوم خناقة بين السواق والراكب أو حتي يقوم الراجل بشتمه على اقل تقدير ، ولكن المفأجاة عندما وجد ان الراكب سمع كلام السواق ورجع ركب ورا من غير ما يفتح بقه!!
يلا يا أسطى طريقك أبيض انشاء الله العربية كملت....قالها أحد الركاب
قام السواق بتحريك الفتيس على الغيار الأولاني ومشي بالعربية وبعد حوالي عدة مترات
قام السواق سائل صلاح : سعة الباشا إسمه إيه؟؟
رد مبتسما: اسمي صلاح...وانت؟؟
خدامك ربيع
طلع صلاح الفلوس من جيبه
وبيسأل السواق هى الأجرة كام يا اسطى؟؟
رد السواق: خلي يا سعة الباشا
استغرب صلاح من تكرار السواق لكلمة سعة الباشا هذه
فهذه أول مرة يقوم أحد بمناداته بسعة الباشا ، وظن صلاح أن هذه عزومة مراكبية من السواق
فقال للسواق: تشكر يا أسطى بس بجد كام الأجرة
السواق متجهما: على الطلاق بالتلاتة ما انت دافع حاجة يا سعة الباشا
كانت هذه الكلمات تسببت في صدمة لحظية لصلاح وهو بيردد بداخله : هو في إيه النهاردة!!؟
وفي أثناء كل ذلك ظل صلاح مخه مشغول بموقف السواق الغريب ، وموقف السواق مع الراكب وانهزامية الراكب ، ولا الراكب الأولاني اللي نزل وركب ورا أول ما شافه ، ولا الناس اللي كانت بتبصله بطريقة مريبة طول الطريق
وعلى الجانب الآخر فقد كان مخ السواق هو التاني عمال يودي ويجيب متعجب من هذا الظابط الطيب اللي بيركب جنب الناس عادي وبيسأل عن الأجرة وهو عاوز يدفع ، وكان السواق من حين لآخر يختلس النظر إلى صلاح أثناء القيادة
ويقول في سره " مش معقول دي تكون تصرفات ظابط ولا شكل ظابط انا ما اديش مخي لحد أبداً"
وفي لحظة معينة أثناء تفكير صلاح وضحت له الرؤية تماما واستوعب تصرف السواق والركاب معاه وقدر يفهم نظرات الناس الفاحصة له وهو ماشي في الطريق
ففي أثناء تفكيره نظر لليمين في المراية الجانبية للميكروباص فانكشفت له كل الأسئلة التي كانت تدور بذهنه عندما رأى نصفه العلوي في المراية وهو مرتديا بدلة الشرطة البيضاء
فابتسم ابتسامة صغيرة وهو ينظر لنفسه في المرآة بفخر وكبرياء ، وقام بتانيب نفسه على عدم فهمه من البداية لما يحدث وعدم تركيزه انه لابس بدلة الشرطة وبقى ظابط
كل هذا وهو مازال ينظر للمرآة ، والسواق يختلس النظر إليه من حين لآخر
وفجأة صرخ صلاح بصوت عالي " على جنب يا بني إنت أطرش يا روح أمك "
إبتسم السواق لصلاح وقال له " معلش يا سعة الباشا أنا آسف"
نزل صلاح من الميكروباص ، ولكن ظلت الحيرة ملازمة السواق طوال طريقه بسبب التغير المفاجئ الطارئ على صلاح باشا في طريقة كلامه ونبرة صوته العالية مرة واحدة
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليق واحد:
حلوة اوى يا واد
كتابتك جميلة ومنتظر الجزء الثانى بس بسرعه علشان متشوق اقراها
إرسال تعليق